وفاة المعمر فوجا سينغ- أسطورة الماراثون تلهم حتى النهاية

المؤلف: «عكاظ» (لندن)08.24.2025
وفاة المعمر فوجا سينغ- أسطورة الماراثون تلهم حتى النهاية

في نبأ محزن، رحل عن عالمنا عداء الماراثون البريطاني الأسطوري، فوجا سينغ، عن عمر يناهز 114 عامًا، إثر حادث سير مؤسف وقع في إقليم البنجاب بالهند.

تشير التقارير الواردة من الهند إلى أن سينغ، الذي يُعد على نطاق واسع أكبر عداء يُتم سباق ماراثون على الإطلاق، تعرض لحادث دهس مروع أثناء محاولته عبور الطريق في قريته الهادئة، بيس بيند، بالقرب من مدينة جالاندهار النابضة بالحياة في إقليم البنجاب، وذلك يوم الاثنين الماضي. وقد أسفر الحادث عن إصابته بجروح بالغة أودت بحياته.

أكد نادي الركض الخيري المرموق «سيخ إن ذا سيتي»، الذي يتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرًا له، نبأ وفاة سينغ، معلنًا أن فعالياته القادمة في منطقة إلفورد بشرق لندن، ستُخصص لتأبين مسيرته الرياضية الحافلة بالإنجازات وتكريسها في الأذهان.

لقد استطاع سينغ، الذي استقر في إلفورد منذ عام 1992، أن يصنع لنفسه اسمًا مدويًا في عالم الرياضة، وذلك من خلال تحطيم سلسلة من الأرقام القياسية في سباقات الماراثون ضمن فئات عمرية مختلفة، مما جعله مثالًا يحتذى به ومصدر إلهام للعديد من الرياضيين حول العالم.

أصبح هذا الرياضي المُعمّر رمزًا للإصرار والعزيمة، وملهمًا لعدد كبير من الرياضيين، وذلك بفضل مشاركته الفعّالة في سباقات الماراثون حتى بعد بلوغه سن المئة، مما أثبت أن العمر مجرد رقم وأن الطموح لا يعرف حدودًا.

يذكر الموقع الرسمي للأولمبياد، في ملفه الشخصي للرياضي الراحل، أن سينغ وُلد في إقليم البنجاب، الذي كان آنذاك تحت الحكم البريطاني، في الأول من شهر أبريل عام 1911، وكان الابن الأصغر بين أربعة أطفال لعائلة تعمل في الزراعة.

تفيد التقارير بأنه عانى في طفولته من النحافة والضعف في ساقيه، مما أخر قدرته على المشي حتى بلغ الخامسة من عمره. وفي وقت لاحق، انتقل إلى إنجلترا واستقر في شرق لندن مع ابنه، وذلك بعد وفاة زوجته العزيزة، جيان كور، في جالاندهار.

لم يبدأ سينغ ممارسة رياضة الركض إلا في عام 2000، عندما كان يبلغ من العمر 89 عامًا، ولكنه سرعان ما اكتسب شهرة واسعة بعد إكماله أول ماراثون له في لندن في زمن قدره 6 ساعات و54 دقيقة، وهو إنجاز يُحسب له بكل المقاييس.

شارك سينغ في العديد من سباقات الماراثون حول العالم، وحقق أفضل رقم شخصي له في ماراثون تورونتو ووترفرونت 2003، حيث أنهى السباق في زمن قدره 5 ساعات و40 دقيقة. وفي 16 أكتوبر 2011 في تورونتو، يُعتقد أن هذا العداء البريطاني أصبح أول معمر يركض ماراثونًا بعد بلوغه سن المئة.

وصفت موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية هذا الإنجاز بأنه «ملهم»، إلا أنها أشارت إلى أنها لم تتمكن من الاعتراف به رسميًا بسبب عدم تقديم الدليل القاطع على تاريخ ميلاده.

والجدير بالذكر أن سينغ لم يكن لديه شهادة ميلاد، وذلك لأن سجلات الميلاد الرسمية لم تكن تُحفظ في الهند في عام 1911. ومع ذلك، كان تاريخ ميلاده مدونًا في جواز سفره، كما أنه تلقى رسالة شخصية من الملكة إليزابيث الثانية بمناسبة عيد ميلاده المئة.

تجدر الإشارة إلى أن العداء الراحل كان أحد حاملي شعلة أولمبياد لندن 2012، وذلك قبل أن يعلن اعتزاله ممارسة الرياضة عن عمر يناهز 101 عامًا. لقد ترك سينغ إرثًا رياضيًا عظيمًا سيظل प्रेरणाً للأجيال القادمة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة